في مطلع عام 1995 بدأت حمى الشركات التقنية والإنترنت، وتهافت رواد الأعمال على إطلاق شركاتهم التقنية برؤوس أموال صغيرة مع حماس منقطع النظير، بسبب النمو السريع لهذا القطاع الذي يصل إلى أرقام مضاعفة بملايين الدولارات.

قبل تكملة المقالة أجلب كوب القهوة الخاصة بك واستمتع بالـ 6 خطوات أنقذت «أمازون» من الإفلاس.

وانتشرت قصص الشباب الذين أصبحوا أثرياء بعد الاستحواذ على شركاتهم من قبل المستثمرين، وأصبحت ثقافة إطلاق شركة تقنية من غرفة النوم من المنزل أو السكن الجامعي فكرة رائجة بين مجتمعات الشباب، تتسم هذه الشركات بأنها لا تملك أي أصول أو مقرات رسمية، مجرد موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت يقدم خدمات متعددة.

كان تفوّق شركات مثل «أمازون» و « eBay

كان تفوّق شركات مثل «أمازون» و «علي اكسبرس» و «eBay» و «Priceline» ودخولها البورصة، وتفوّق شركات أصغر مثل pets.com و Shutterfly التي انتشرت بسرعة عالية لتقديم خدماتها لـ50 ولاية، وأصبحت تنشر دعاياتها في المهرجانات والمؤتمرات الكبيرة، نقطة نجاح مغرية للشباب.

و Priceline ودخولها البورصة، وتفوّق شركات أصغر مثل pets.com وShutterfly التي انتشرت بسرعة عالية لتقديم خدماتها لـ50 ولاية، وأصبحت تنشر دعاياتها في المهرجانات والمؤتمرات الكبيرة، نقطة نجاح مغرية للشباب.

لم يكن الشباب والمستثمرون لوحدهم هم المتحفزين لهذا القطاع، بل إن الحكومات والشركات قامتا ببناء ملايين الأميال من كابلات الألياف البصرية وإنشاء بنية تحتية للشبكة اللاسلكية، لتغطية الإنترنت بقيمة تتجاوز الـ 500 مليار دولار.

كان أصحاب الشركات الناشئة يجلبون الأموال من القروض البنكية أو من خلال المستثمرين، أدى ذلك لارتفاع سريع في تقييمات الأسهم التكنولوجية، معظم هذه الأموال كانت تذهب للتكاليف التشغيلية والإنفاق على الإعلانات من أجل كسب أكبر حصة سوقية على طريقة «كن كبيراً بسرعة»، حتى لو تطلب الأمر ألا تكون فيه أي أرباح تذكر، فارتفع مؤشر ناسداك 5 أضعاف قيمته من أقل من ألف نقطة إلى أكثر من 5 آلاف نقطة بين عامي 1995 و2000.

في مقابلة مع الملياردير وارن بافيت، عام 1999 مع مجلة Fortune، تنبأ بأزمة فقاعة الدوت كوم 2000 قبلها بأشهر قليلة، عندما طُرِح عليه سؤال:

لماذا لا تستثمر في الشركات التقنية؟ فذكر 3 أسباب:

1 ــ لا تتمتع بـ«خنادق اقتصادية».

2 ــ لا تعرف الشركة التي سوف تسيطر على السوق.

3 ــ أسعارها غير منطقية.

في 10 مارس من 2000 ارتفع مؤشر ناسداك بنسبة مركبة تقدر بـ%400، ووصل إلى 5132.52 نقطة، لكن بعدها حصل الانهيار المتوقع حتى تراجع المؤشر إلى 1114.11 نقطة في أكتوبر 2002، ليسجل خسائر بنسبة %78، وبأكثر من 5 تريليونات دولار من قيمته نتيجة فقاعة الشركات الناشئة.

خطة الإنقاذ

تعتبر «أمازون» حالياً من أكبر 4 شركات عالمية على الإطلاق، بقيمة إجمالية تتجاوز 1.75 تريليون دولار، وبإيرادات سنوية تتجاوز الـ 440 مليار دولار، لكن الشيء الذي قد لا يعرفه الكثير أن شركة أمازون تعرضت لهزة قوية، كادت أن تختفي من الوجود ضمن آلاف الشركات الأخرى المشابة لها، فكيف استطاع الرئيس التنفيذي جيف بيزوس إنقاذ الشركة من أزمة فقاعة الدوت كوم؟

لازلنا نتحدث عن الـ 6 خطوات أنقذت «أمازون» من الإفلاس. في عام 1994 قام المهندس جيف بيزوس بتأسيس شركة أمازون، بعد أن قرأ خبراً أن الإنترنت ينمو سنوياً بنسبة %2300، تحمس وأطلق منصة إلكترونية لبيع الكتب باسم «أمازون»، وتوسعت لاحقاً لتبيع ملايين المنتجات، وفي عام 1997 تم طرح الشركة للاكتتاب العام بتقييم 480 مليون دولار، و16 مليون دولار كإيرادات، وكان سعر الاكتتاب حينها للسهم الواحد 18 دولاراً، ووصل سعر السهم إلى 106.69 في ديسمبر 1999، لكن بسبب أزمة فقاعة الدوت كوم انهار سعر السهم بنسبة %96 من قيمته ليصل إلى 5.97 دولارات في سبتمبر 2001.

عاش جيف بيزوس لحظات عصيبة وهو يرى الشركات التقنية تتساقط بشكل يومي، والقنوات والصحف الإخبارية في تغطية مستمرة لهذا الاستنزاف الذي خلّفته أزمة الدوت كوم، فكان ينتظر شبح الإفلاس لشركته، خصوصاً أن التكاليف التشغيلية للشركة كانت عالية جداً، فعمل على:

بناء خطة إنقاذ شاملة مع فريق عمله، كالتالي:

1 ـــ التمويل

في أوائل عام 2000 كانت الأسواق متقلبة، أدرك جيف بيزوس والمسؤولون التنفيذيون في شركة أمازون أنهم بحاجة إلى أن تكون الشركة في وضع نقدي جيد، حتى تتمكن من دفع الالتزامات القصيرة الأجل، بالتالي قررت أمازون بيع سندات قابلة للتحويل بقيمة 672 مليون دولار إلى مستثمرين أجانب، قبل شهر واحد فقط من انهيار بورصة ناسداك.

2 ــ الربحية

منذ أن بدأت شركة أمازون في عام 1994 كان لديها نموذج ربحي قابل للتطبيق، يعطي الشركة سيولة جيدة تحميها لحد ما من الحاجة للمستثمرين للحصول على المال للتوسع، بينما الشركات المشابهة الأخرى أمثال Webvan وPets.com وKozmo، كانت تركز على التوسع على حساب الربحية والإيرادات، بالتالي عندما حدثت أزمة فقاعة الدوت كوم لم تستطع الصمود.

3 ــ الإستراتيجية الطويلة الأمد

كان جيف بيزوس منذ أن أنشأ الشركة لا يسعى إلى تحقيق مكاسب قصيرة الأجل، بل التركيز على أن تكون الشركة الأكبر كحصة سوقية في قطاع التجارة الإلكترونية، من خلال بناء مداخيل متنوعة وخدمات مختلفة ضمنت استمرار الإيرادات حتى في ذروة الأزمة.

4 ــ الانضباط المالي الشديد

من بداية عام 2000 وحتى 2002، اتخذت الشركة انضباطاً مالياً شديداً، يقوم على المحافظة على استمرار التدفق النقدي لخزينة الشركة، والتقليل من التكاليف التشغيلية غير الضرورية، تحت سياسية «الانحناء للعاصفة أفضل من مواجهتها».

5 ــ طمأنة المستثمرين

بسبب حالة الهلع التي أصابت المستثمرين جراء انهيارات الشركات التقنية، كان جيف بيزوس يحاول طمأنة المستثمرين أن مستقبل الشركة آمن، لكي لا تستمر حالة البيع لأسهم الشركة، وكان صريحاً أنه لن تكون هناك توزيعات أرباح قريبة، مع وعد قاطع أنه سوف يزيد حصته في الشركة، ولن يبيع أي سهم منها.

6 ــ الحظ

في كتاب The Everything Store للمؤلف براد ستون، الذي يحكي سيرة جيف بيزوس، يقول فيها إن بيزوس لم يكن إلا مجرد شخص محظوظ جداً لكي تتجاوز شركة أمازون هذه الفقاعة، فالشركات التي سقطت كان يديرها خبراء لهم باع طويلة في عالم المال والأعمال وأكثر خبرة من جيف بيزوس.